المسلمون وحسن الخُلُق القويم - بقلم : مصطفى محمد محمود ..
الوطن العربى اليومية - القاهرة ..
الإسلام .. آخر الديانات السماوية الثلاث
ورسوله آخر الرسل صلى الله عليه وسلم ، هكذا يعرف الكثير الاسلام وحسب بل أن البعض
لا يعرف فى الإسلام الا العبادات منهجا وتطبيقا وهو ما جعل الكثيرون لا يربطون
سلوكهم به بينما ينظرون الى انفسهم على أنهم ينتمون اليه .
إن الاسلام يقوم على عنصرين معا فى ذات الوقت
هما العبادات والمعاملات . واذا كانت العبادات تعنى ما يتصل بالعلاقة بين العبد
وربه فإنما المعاملات تتصل بالعلاقة بين العبد ومخلوقات الله جميعا ومن ثم تتشكل
قيم وأخلاق المسلم .
المنهج الاسلامى فى العبادات والمعاملات منهج
لا شك مستقيم قويم قيّم على أخلاق المسلم وتصرفاته وصفاته من حسن خلق ومروءة
وشجاعة يأبى أن يراه معها جبانا او ضعيفا مغلوبا على أمره ، بل رسم له السبيل
القويم ووضعه فى منزلة رفيعة يكون معها قويا عزيزا شجاعا ذا مروءة ونخوة شديد
الحرص على الأخلاق القويمة والفهم الصحيح للدين يعرف معنى الحق ويميزه عن الباطل
ويعرف الرحمة سلوكا اسلاميا قبل ان يكون باطشا معتديا ولو على غيره ممن لم يؤذوه
من غير المسلمين حريصا على الاسلام صورة وجوهرا وقيمة وداعيا اليه من خلال سلوكه
هو ، وفى هذا تكون اخلاق المسلم الحق.
سلوك الرحمة بين الناس لايعنى الا يكون المسلم
قويل ، بل إن الله تعالى أراد للمسلم أن يكون قويا رحيما كما قال تعالى :
"أشداء على الكفار رحماء بينهم " صدق الله العظيم ..
وكما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
" المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ".
إن الاسلام رسم للمسلمين الطريق ليكونوا أقوياء
بلا تهور أو طيش أو تعصب أو حقد و أنما العزة لله ولرسوله والمؤمنين ، فلا يكون
لمسلم ضعيفا ترهبه العواصف ويخشى المصاعب والعقبات أو أن تبهره الدنيا وزخارفها
وزينتها وتستعبده الشهوات والملذات والنزوات وحظوظ الدنيا الفانية .
يتبين مما سبق أن الاسلام ذا منهجية سلوكية على
المسلم مراعاتها والالتزام بها فى تعامله مع المخلوقات جميعا بما فيها البشر سواء
كانوا مسلمين او غير مسلمين يجب ألا يخالفها فلا يكون خائنا أو غادرا أو يمشى
بالفتنة بين الناس أو مروعا لغيره مثيرا للرعب مهددا الأمان بين الناس أيا كانوا
على دينه او غير ذلك .دون نفاق أو رياء أو كذب أو نميمة
إنما المسلم الحق يتسم بحرصه على حماية الأرواح
وحقن الدماء ومراعاة الحرمات والدفاع عن الأعراض دون نفاق أو رياء أو كذب أو المشى
بالنميمة بين الناس ودون كبر وغرور بسلطة أو جاه أو علم بل بحب وخير وأمان بين
الناس .
من قوة المسلم لا البنيان الجسدى فقط لا بل
أخلاقه القويمة ، فليس قويا من يمشى بين الناس بالوقيعة والخديعة ومجالسة رفقاء
السوء ومصاحبتهم والتعايش معهم منتميا لهم . أن القوة تعنى للمسلم أن يكون محبا
للخير لنفسه وغيره وأن يكون إنسانا سويّاً إيمانا وفكرا دون تعصب أعمى وهو يناصر الحق دافعا للشر مطيعا لأوامر
الله منتهيا عن نواهيه ممتثلا فى ذلك لله عز وجل وما رسمه له من سبيل العيش
ومسئوليته عن إعمار الكون بالفكر الصحيح الناضج السوى الهادف دوما الى الخير وفعل
الخيرات والعمل الصالح دون أن يبيع آخرته بثمن بخس إذ يقول الله تعالى :
صدق الله العظيم .
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك