الأخبار العربية و العالمية

عالم السياسة و الإقتصاد

شئون الأمن و الدفاع

الأراضى العربية المحتلة

المواطن و الشارع العربى

التأمينات والمعاشات والتضامن الإجتماعى

الثقافة ، و الأدب العربى و العالمى

دنيا الفنون و الإعلام

المرأة و الطفل ، و الأسرة و المجتمع

الأزياء و الجمال - الديكور - المطبخ

صحتك بين يديك

دنيا الشباب و الرياضة

التاريخ و السياحة و الآثار

علوم و تكنولوجيا

شخصيات و حوارات

التقارير المصورة

تقارير و دراسات و مؤتمرات

قراءة الأستاذة أمل الراغب في قصة الحقيقة ، للروائي اللبنانى محمد إقبال حرب ..

قراءة الأستاذة أمل الراغب في قصة الحقيقة ، للروائي اللبنانى محمد إقبال حرب ..



الوطن العربى اليومية - القاهرة ..

أن تقرأ قصة على السنة الحيوانات وتأسرك بين ثناياها إلى آخر حرف، هذا يعني أن الكاتب اجاد فن كتابتها وصياغتها، مستخدما أدواته بكل حرفية من لغة بديعة تخاطب متذوقي الأدب، ومن حبكة محكمة من الكلمة الأولى إلى آخر حرف، تشدك الاحداث فيها لمعرفة ماذا سيجري بعد تلك المرحلة وكأنك تعيش الحدث فعلا، فتنسى لبرهة أن أبطال القصة هم ديك وعصفورة وهدهد، وتتعاطف معهم بكل كيانك، ربما يكون أمرا غريبا على البعض ولكن الكاتب محمد إقبال حرب أظهر مقدرته بجذب عقل القارئ واحساسه أيضا في رواية "الحقيقة" ليضعه في عمق الحدث بقوة تعابيره وكثرة صوره المجازية المنتقاة بعناية وذكاء. 



استطيع القول بأن الكاتب كان موفقا جدا بتلك المقاربة التي جسدها بشخصيات الطيور، وجعلها تحكي مشاكل عدة منها: المؤامرات التي حيكت من بني الجنس ذاته، الدسائس بأدوات اقرب مما يكن للمرء، الانقلاب على الحكم، اشعال الفتن بين الجنس الواحد والدين الواحد بإظهار بعض الخلافات المفبركة لمآرب جهة معينة، كما سلط الضوء على دور التربية وأهميتها بزرع الأفكار التي تنغرس في العقول ولا تقبل الخروج منها، وكان للحب دور كبير في هذه القصة التي اندمجت فيها الرومانسية مع صراع البقاء، ذاك الحب الذي اذا ما قاربناه على ارض الواقع لوجدنا انه صراع الحب بين الطوائف او الأديان المختلفة، لئن تحب عصفورة جميلة ديكا فهو أمر جلل في فكر جنس الريشيات، ولكن رغم كل تلك الصعاب انتصر الحب على هذه الفروقات، وهنا اشكر الكاتب على روح الامل التي زرعها في مثل هكذا علاقات. 
رغم كتابة هذه الرواية منذ أعوام سبقت الاحداث العربية من ثوارت وانقلابات، إلا إنّي أراها جلية اليوم في خضم ما يحصل من احداث وكأنها كانت تتنبأ بما سيحصل، فهي عرضت الواقع بصورة مطابقة، فهل هي محض مصادفة أم أن للكاتب بعد نظر جعله يخط تلك الحقيقة آملا أن تكون الخلاص لبني جنسه كما كانت "الحقيقة" جلية لجنس بني دجاجة الذي دارت أحداث الرواية عندهم؟ أم ربما عرض خلافا تاريخيا أبى أن يكتبه بلسان الانسان حتى لا يدخل نفسه في انتقاد مباشر ممن يقصدهم في طرحه، وهكذا نأى بنفسه عن أي عتب أو لوم، فالقصة تحتمل التأويل لاكثر من حدث تاريخي "سياسي وديني" تم التسليط عليه بشكل مجازي، فإذا كان كذلك، فتلك الحالة لم تتغير مع مرور الأيام وما زلنا نعاود الوقوع بالخطأ، فتبقى "الحقيقة" رواية أي زمن لأنها تتطابق مع كل مرحلة فيه. 
لن اقارن أسلوب الكاتب محمد اقبال حرب بأسلوب كتاب كليلة ودمنة، فقط لأن ذلك الأخير كتب بألسنة الحيوانات، فكل كاتب يكون له أسلوبه وبصمته الخاصة في طرح الأمور حتى لو بدت ظاهريا متشابهة، بل أحيي الكاتب على جرأته في طرح رواية بهذا الأسلوب الذي ندر وجودها إن لم يكن مغيبا في أدب الرواية، وهنا طبعا ابتعد عن القصة القصيرة التي تميز كتّاب هذا الأسلوب بصياغتها. 
إن ايصال الفكرة بشكل واضح عبر السنة غير السنة البشر ليست بالمهمة السهلة كما يظن البعض، بل لكل تشبيه او تسميه دلالة معينة يقصد بها الكاتب شيئا محددا، أحيان لا يصل اليها كلها أي قارئ أو ناقد، وكما يقال يبقى المعنى في قلب الشاعر، ولأن محمد اقبال حرب شاعر أساسا قبل أن يكون كاتبا روائيا، فكثير من تلك المعاني تبقى برأيي الشخصي في قلبه هو فقط ولن يعرفها أحد، وهذا ما أراده فعلا ونجح.  

هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك

URL: HTML link code: BB (forum) link code:

فيديو الوطن العربى

عالم الفيديو

إلإجتماعيات و المناسبات

الصفحات الألكترونية و مواقع التواصل الإجتماعى

أقلام و رسائل القراء

أسرة الصحيفة و المنضمون اليها