أمين عام منظمة التعاون الإسلامي : روسيا شريكة في قتل السوريين بذريعة مكافحة الإرهاب ..
أمين عام منظمة التعاون الإسلامي : روسيا شريكة في قتل السوريين بذريعة مكافحة الإرهاب ..
الوطن العربى اليومية - جدة ..
أكد أمين عام منظمة "التعاون الإسلامي" إياد مدني أن : "النظام السوري وحلفائه مصرون على مواصلة حربهم الضروس ضد المدنيين العزل، في تحدٍ سافرٍ للمواثيق والشرعية الدولية، التي تحرم استهداف المدنيين، وتدين استعمال القوة، وسياسة القتل الممنهج لمواطنيهم، من طرف الأنظمة الحاكمة".
وأثناء الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة "التعاون الإسلامي" على مستوى المندوبين الدائمين، الذي عقد في مقر الأمانة العامة بجدة اليوم الأحد، قال الأمين العام للمنظمة : "بطلب هام من الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت، رئيس المجلس الوزاري لوزراء خارجية الدول الأعضاء في دورته الحالية، تعقد اللجنة التنفيذية للمنظمة على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعها اليوم، لمتابعة ما آلت إليه الأمور في الأزمة السورية، التي تدخل عامها السادس، تدخل معه وقد تشرد ملايين السوريين، بحثاً عن ملاذ خارج بلادهم، أو لجوء إلى أمن قد يتوفر في مناطق أخرى خارج بلدهم الممزق".
وأوضح إياد مدني أن : "المنظمة أكدت على مختلف المستويات موقفها من الأزمة السورية، منذ أن بدأت حركة سلمية، تطالب بشيء من الإصلاح من نظام يمسك برقاب سوريا ومجتمعها وأهلها، لنحو نصف قرن من الزمان، وقد أكدت منظمة التعاون الإسلامي في بيانات القمة الإسلامية، والقرارات الوزارية، إدانتها لسياسة القتل والخراب والتهجير، التي يواجه بها النظام في دمشق، الحراك السلمي والمطالب المشروعة للشعب السوري، في الإصلاح والتغيير والمشاركة السياسية".
وأشار إلى أن البيان الختامي للدورة الـــ 13 لمؤتمر القمة الإسلامي، المنعقد بإسطنبول يومي 14 و15 أبريل 2016 م، عبر عن قلقه العميق إزاء تواصل العنف وسفك الدماء في الجمهورية العربية السورية، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا، واستقلالها وسيادتها وسلامتها الإقليمية.
وبين مدني أن البيان الختامي لقمة اسطنبول، جدد دعمه لإيجاد تسوية سياسية للنزاع، على أساس بيان جنيف وللعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، بغية تنفيذ عملية انتقال سياسي، يقودها السوريون ويمتلكون زمامها، تمكّن من بناء دولة سورية جديدة، على أساس نظام تعددي، ديموقراطي مدني قائم على مبادئ المساواة أمام القانون، وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
وأضاف مدني : "في حين يواصل المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي، بيانات الإدانة والاستنكار، يصر النظام السوري وحلفاؤه على تطبيق سياسة الأرض المحروقة، واستعمال كل أنواع الأسلحة، بما فيها تلك المحرمة دولياً، بوتيرة لا وصف لها، سوى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فهي ضد المواطنين السوريين في منازلهم ومدنهم وقراهم، ولم تسلم من ذلك حتى المستشفيات والمدارس".
وزاد : "المجتمع الدولي مطالب بأن يعبر حقاً عن كينونته كمجتمع دولي، فما بدأ كمطلب شعبي للإصلاح، أضحى كارثة إنسانية على يد نظام لا حد لشراسته، وقدرته على القتل والترويع والتدمير، واستمر النظام في تجاوزاته للشرعية الدولية، وللمعايير الإنسانية؛ وقوى العالم في نقاش لا نهاية له حول المخارج المحتملة للأزمة، التي أضحت فصلاً على مسرح الصراع الدولي، يدفع السوريون وسوريا ثمنه، وباتت سوريا فصلاً آخر في مسلسل التمزق والانقسام والاقتتال في المنطقة".
وأشار مدني إلى أن : "أوروبا واتحادها لا يكاد يتعدى جهدها، ما تقوم به منظمات المجتمع المدني من جهد إنساني، دونما وزن سياسي محسوس، والولايات المتحدة الأمريكية تنظر من على بعد، تتحدث عن عقوبات اقتصادية على مجرمي الحرب، وتنشغل بحملات رئاسةٍ تنغمس في أخلاقيات مرشحيها".
وأضاف : "كما نجد روسيا الاتحادية، الدولة العضو المراقب في المنظمة، لا تفتأ عن إعانة نظام دمّر وطنه وأهلك مواطنيه، كل ذلك تحت بند مكافحة الإرهاب، بينما لا يؤدي القصف الوحشي وسياسية التجويع إلا إلى لجوء المواطن السوري، لمثل تلك المنظمات، بحثاً عن لقمة وأمل في الحياة، وبذلك تستمر الدائرة المغلقة، حينما يوصم ذلك المواطن البسيط بأنه إرهابي، تبريراً لمزيد من القصف والدمار".
وأوضح إياد مدني أن السياسة الروسية في المنطقة تحولت منذ الــ 30 من سبتمبر 2015 م، إلى حملات جوية كثيفة، تحت غطاء محاربة الإرهاب، مضيفاً : "بدلاً من مهاجمة المناطق الخاضعة للمنظمات الإرهابية، ركزت هذه الغارات الجوية على معاقل المعارضة المعتدلة، وبالتالي دفع تلك المجموعات للبحث عن مصادر وتحالفات تشد من أزرها، مع بعض الجماعات المتطرفة، وهكذا خلق تبرير بأن الجميع، كل المعارضة، هي حركات إرهابية متطرفة".
وبين أمين عام "التعاون الإسلامي" أن : "الأزمة لم تخلق الإرهاب، بل التعامل العسكري الأمني الظالم للنظام ومؤيديه، هو الذي أوجد البيئة الملائمة لذلك، مثلما فعل الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان؛ في استراتيجية روسية لا تختلف عن الحملات الروسية في الشيشان، بين 1999 – 2009 م، حيث حوصرت ودمرت المدن ومن فيها، والسؤال هل بدأت المعارضة السورية كحركة إرهاب؟، هل كانت جبهة النصرة وجيش الإسلام، وأحرار الشام، وراء تحرك الشعب في إدلب؟".
وزاد إياد مدني : "لعل وزراء الخارجية ينظرون في اجتماعهم الدوري القادم في طشقند بأوزبكستان، في كيفية إمكان الموائمة بين منح صفة العضو المراقب، لدولة تُشرّعن لنفسها مثل هذا النهج العدائي السافر".
وأوضح مدني : "نحن نعتقد أن على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، الذي فشل ليلة أمس بسبب الفيتو الروسي، أن يتحمل مسؤولياته ويتخذ كل التدابير العاجلة، لوقف عمليات الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها الشعب السوري، خاصة في منطقة حلب، وتطبيق تدابير عقابية ضد نظام الأسد، ومحاكمته ومسؤوليه عما يرتكبونه من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، تجاه الشعب السوري".
وأضاف : "كما يجب إقرار وقف فوري للأعمال العدائية، من قصف وقتل وتخريب، والتي يقوم بها النظام السوري وحلفاؤه، وإقرار هدنة فورية، لتمكين قوافل الإغاثة الإنسانية من ايصال المواد المعيشية والأدوية للسكان، في مناطق حلب المحاصرة، وغيرها من المدن والقرى السورية، كما نجدد مطالبتنا المجتمع الدولي والدول الفاعلة، للضغط على النظام السوري، وإجباره على قبول حل سياسي للأزمة السورية، في إطار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وخلص أمين عام "التعاون الإسلامي" إلى قوله : "يبقى أن نذكر أيضاً إن على دول المنظمة مسؤولية كبرى، للوصول إلى صيغة تعايش، تأخذ في الاعتبار احترام المصالح وتبادل المنافع، والكف عن استخدام المذهب، كأداة لتوسيع النفوذ السياسي، ونأمل أن تكون مبادرة التقارب الإسلامي، التي أطلقتها قمة اسطنبول، جسراً للوصول إلى صيغة مثل هذه، إذ لا يمكن أن تستمر هذه المجموعة، التي تشمل 57 دولة، دونما تأثير على العملية السياسية، ودونما إرادة مستقلة، نحن نلتقي هنا لا للتأكيد على مواقف انفرادية، ولا انطلاقاً من غيوم قد تغلِّف العلاقات الثنائية، لكن من منطق البحث عن موقف مشترك، يعبر عن إرادة الأمة".
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: