حوار مع الشاعرة الفلسطينية الأستاذة همسة يونس - حاورتها الأستاذة : وفاء عياشى بقاعى ..
حوار مع الشاعرة الفلسطينية الأستاذة همسة يونس - حاورتها الأستاذة : وفاء عياشى بقاعى ..
همسة يونس ...شاعرة
خفيفة الظل والروح .. لبسمتها رونق الصّباح عند الشّروق ..تغازل الندى المتساقط
بعفوية ...رقيقة المشاعر والحس .. ..لحرفها
نغم القيثارة يسابق الانامل نحو الرّوح .. التقيت بها في مجلة اصيلة
..عملنا معا عرفتها هناك ..وهنا عرفتها
أكثر حينما حاورتها ...غاليتي همسة.. أهلا بك بهذا الصرح..صرح الوطن العربي......
* همسة يونس
..بجمال روحها من هي ؟
بداية أنثر الياسمين
هنا لك غاليتي وفاء ولمؤسسة الوطن العربي لاهتمامها بالمبدع أينما كان ..
همسة ببساطة .. هي أم
لخمسة أطفال – ربي يحفظهم - ، ومُحاضِرة تربوية ، وشاعرة وكاتبة وصحفية.. فلسطينية
الدم إماراتية القلب ..
ولدت وأعيش في دولة
الإمارات العربية المتحدة .. أنا ابنة حيفا .. عروس الشمال الفلسطيني ..
الطفل قضيتي الأولى
..
أنثى معجونة بالتحدي والإصرار .. أبحث دوماً عن
التميز .. ولا أرضى بديلاً عنه ..
*كيف
تقيّم همسة يونس المرأة المبدعة ؟
المرأة المبدعة هي
التي تستطيع أن تحول أحلامها إلى واقع ، خطوة خطوة ..
هي التي لا تكف عن
قول " شكراً " لكل من دعمها يوماً ولو بكلمة طيبة ..
هي التي تبتكر وتضيف
إلى هذا العالم ..
هي التي تنتهج الرقي
والتواضع مهما ارتقت سلم التألق والنجاح
المرأة المبدعة
تستثمر إبداعها في بناء الوطن ،هي التي تجتهد لتجعل العالم من حولها أجمل .
*الروائية
التركية " اليف شفاف " في روايتها حليب أسود تقول " فيوم عرفت أنني
حامل ، ارتعبت الكاتبة بداخلي فيما اضطربت المرأة المجاورة لها بسعادة ، أمّا
داعية السلام فأبقت على نفسها غائبة ، وراحت المرأة المدنية داخلي تفكر بأسماء
عالمية للطفل ، والمرأة الصوفيّة إلى جوارها تهلّل للخبر ، في حين راود القلق
المرأة النباتية بداخلي بشأن احتمال أكل اللحوم ، وأخيرا ، لم تكن تلك المرأة
المرتحلة فيَّ تريد شيئا سوى أن تقف على قدميّها وتركض بأسرع ما تستطيعه "
هنا يدخل الصّراع بين الأم الكاتبة ، وبين الامومة الحق ،
هل استطعت أنت بدورك التوفيق بين الدورين
، وأين تكمّن الصعوبة في ذلك ؟
لطالما كانت الأمومة
هي رقم واحد في حياتي ..لا شيء يعلو على أمومتي ..
فأنا أعتبر الامومة
أول مجال تبدع فيه المرأة حين تصبح أُمّاً ..
لذلك لم أندم يوماً
على السنين الطويلة التي قضيتها بعيداً عن الكتابة كي أبدع في تربية أطفالي وبناء
أسرة قوية متينة تقوم على الحب والحوار والاحترام والتقدير ..
بعد ذلك انطلقت نحو
عوالم الإبداع في الكتابة لأصنع " همسة يونس
الكاتبة والشاعرة والتربوية المبدعة" ..
وبعد سنوات من
الإبداع المتواصل وتحقيق الكثير من الإنجازات ، قررت بأن أكون أماً من جديد ..
ولكن بعد صراع قصير بين التخوف من أن تأخذني الأمومة الجديدة من عوالم الإبداع ..
إلا أن الأمومة دوماً هي التي تنتصر في قلبي وروحي وعقلي ..
لذلك خضت تجربة
الأمومة للمرة الخامسة وأنا في قمة إبداعي وتألقي .. وبتوفيق من الله تعالى ،
وبإصراري وعزيمتي تمكنت هذه المرة من التوفيق بين همسة الأم وهمسة الكاتبة
والشاعرة والتربوية
بل إن أمومتي الجديدة
منحتني آفاقاً أوسع للإبداع ولم تشكل لي أي عائق..
*- على بابِ حيفا استفاقَ الحنين
وغرّدَ شوقاً زمانُ الأنينْ
على بابِ حيفا تضجُّ الجراحُ ويغفو
السلامُ كزهرٍ جنينْ
لحيفا عيونُ الشموخِ تغنّي وقلبي الصغيرُ يناجي الحمامْ
فلا الفرْحُ يحيا … ولا الحزنُ نامْ
·
لأنسِ حيفا أشدُّ الرِّحالَ....
·
أنت ابنة فلسطين وتعيشين في دولة
الامارات العربية المتحدة ، ماذا تعني لك فلسطين ؟
فلسطين وطني الأم .. دمي الذي يجري في العروق .. فلسطين الحنين الذي
لا ينتهي .. فلسطين حلم العودة الذي كبرت عليه وأنا أسمع والدي رحمه الله يحدّثني
عن حنينه إليها وحلمه بتقبيل ترابها قبل مماته ..
فلسطين نبض الشموخ في روحي وحكاية وطن يتنفس بين ضلوعي وغرسته في قلوب
أطفالي رغم أنف البعد ..
هي عنوان الآباء وسماء الصمود.
·
كتابك "قرصة حب "
تحدثت به عن الأطفال ، ما سرُّ اهتمامك بالأطفال ، وهل كان له صدى وتأثير على
الأمهات ؟
منذ صباي وأنا أتصرف
كأم صغيرة .. إحساس الأمومة رافقني مبكراً تجاه إخوتي .. وكنت صديقة لكل الأطفال
من حولي ..
كبرت وأنا أحلم بأن أكون أماً .. أقدس الأمومة وبالتالي فالطفل هو
محوري، لذلك كان ومازال الطفل هو قضيتي الأولى ..
ومن هنا جاء كتابي
" قرصة حب " لأوثق فيه خلاصة تجربتي في الأمومة على مدى 13 عاماً مع
أطفالي الأربعة ومع الأطفال من حولي .. وقد اجتهدت في الترويج للكتاب ليصل صوتي
إلى أكبر شريحة من الأمهات العربيات حول العالم ليتم تصنيف الكتاب ضمن الكتب
العربية الأكثر مبيعاً في دولة الإمارات للعام 2016 ، وعلى إثر ذلك تمت استضافتي
في برنامج " صباح الخير يا عرب " على قناة ام بي سي للحديث عن كتابي
" قرصة حب " الذي أعتبره " سبباً رئيسياً لرفع معدل الحب في الدم
" ..
من وجهة نظري أرى أن
تربية الطفل هي فن وإبداع .. لهذا أسعى دوماً لإيصال أفكاري المختلفة والمتميزة في
عالم تربية الأطفال المليء بالأسرار الجميلة والتي تحث العقل دوماً على الإبداع .
كيف تقيّمين الحركة الأدبية في دولة
الإمارات ، وهل للمرأة دور كبير في الخريطة الثقافية ؟
الحركة الأدبية في
الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو الإبداع والتألق .. فقد شهدت الحركة الثقافية
والحضارية في الدولة تطوراً ملموساً على جميع الأصعدة ومنها الجانب الفكري والأدبي
، ممّا شكل بيئة داعمة للإبداع بكافة أشكاله كانت المرأة فيها عنصراً رئيسياً .. وساهمت
بشكل فعال في الحراك الثقافي والأدبي .
تجدين اليوم الكثير
من الأسماء النسائية الإماراتية المبدعة في عالم الأدب لتشكل بصمتها الخاصة
وحضورها المختلف .
·
مجلة اصيلة الالكترونية منبر
ثقافي عملتِ به محررة ادبية ، ماذا منحك ، وهل ما زلت تعملين بها ؟
كان لي شرف العمل
كمحررة أدبية في مجلة أصيلة التي تعد منبراً ثقافياً وأدبياً مهماً ، ومن خلالها
تعرفت على الكثير من المبدعين والمبدعات حول الوطن العربي .. لكن مع مشاغلي كأم
وشاعرة وكاتبة لم أتمكن من متابعة العمل في المجلة .. كانت تجربة مهمة أضافت لي
الكثير .. ومن هنا أتقدم بوافر الشكر للدكتورة خلدية آل خليفة رئيس مجلس ادارة مجلة اصيلة الادبية لدعمها
المتواصل للإبداع كما لا أنسى أن أقدم باقات امتناني وتقديري للصديقة والأخت
الشاعرة المبدعة سناء الحافي التي لم تبخل بالدعم وكانت خير رفيقة في تجربتي في
مجلة أصيلة .
*هل تشارك
همسة يونس بأمسيات خارج الإمارات ، وما دور زوجك في هذا الجانب ؟
حتى الآن اعتذرت عن
كل الدعوات التي تلقيتها خارج الإمارات بسبب التزاماتي كأم ، وزوجي هو الداعم
الأول لي في مسيرة إبداعي ونجاحي وهو معي في كل خطوة وفي كل مناسبة ثقافية أو
أدبية . أستطيع أن أقول بأن زوجي يقدم نموذجاً يحتذى في الزوج الداعم لزوجته
المبدعة بعيداً عن كل ما يتم تداوله من أفكار سلبية حول الرجل الشرقي في هذا
الخصوص .
·
الوطن العربي مؤسسة اعلامية
مقرها القاهرة تهتم بالمواطن العربي اينما وجدَ ، ماذا تقول همسة يونس لهذه المؤسسة ، وأي
القصائد تهدي قراءها ؟
المبدع العربي بحاجة
لكل منبر أدبي وثقافي يدعم مسيرته ويوصل صوته إلى الآخر .. ومن خلال مؤسسة الوطن
العربي سيتحقق ذلك على ضوء الأهداف المهمة التي ستجعل للمؤسسة دوراً إبداعياً
مؤثراً ..
أختار هنا قصيدة
جديدة من قصائدي تنفرد مؤسسة الوطن العربي في نشرها لأول مرة وهي بعنوان "
على ذمة الحلم " :
على ذمة الحلم
************
على ذمة الحلْمِ
يغفو الفراشُ
وفي حضرةِ النرجس المستبدِّ
تطوفُ ارتعاشةُ روحي كما الياسمينِ بياضاً
تداوي حنيني الذي في منافي الغصونِ
يعانق مني سماءً ويَمْ
وكم قد هذيتُ سنيناً عجافاً
وكم قد تمرد خوفٌ ..وكمْ ..!!
على ذمةِ الحلمِ
نُصلَبُ دهراً
وموتٌ أنيقٌ يراوغُ قلبَ القصيدةْ
يروحُ ويأتي كطفلٍ تمرّدَ يوماً وأخفى السكاكرَ
في جيبِهِ الغاضبِ المستبدِّ
لعلَّ الزوابعَ تلهو بعيداً
بعيداً
بعيداً
أَقمْ ها هنا مِن مناسِكِ خوفِكَ
بعضَ التّشّظّي
وقُلْ للمراكبِ كُفّي ضياعَكْ
على ذمّةِ الحلمِ ضوءٌ شحيحٌ
يُسامرُ أسئلةً للمرايا
وكُلُّ الذينَ تَهادوا الخيانةَ
مَرّوا على خوفِهِمْ كالعَرايا
وظَنّوا بأنَ " الغرابَ" السّمينَ
سيبقى مُقيماً
على حائطِ الخائِفينَ عصوراً
لِيَنْقُرَ صمتَ الخُرافةِ .. كي تستريحَ ..
فلا حِبْرَ في كتبِ الآثِمينَ
يُداوي النّوايا
على ذمةِ الحُلمِ
بعضُ انتهاءٍ
يُشَكِّلُ من طينِهِمْ قمحَ شِعرٍ
يُعيدُ إلينا انتِشاءَ البدايةْ
يُصادِرُ كِذْبَتَنا المُخمليّةْ
تدورُ الحَكايا
تَبورُ الصبايا
تَجورُ الزّوايا
ونبقى أُسارى اقتراعٍ مَقيتٍ
نموتُ بِلا أَعْيُنٍ ..
كي تظلَّ الحَبارى مُهَنْدَمةً في اشتهاءٍ لهذا الفَناءِ الجميلِ
فَتَحيا ..
على ذمة الحلمِ ..
يخطو قطارٌ ..
برائحةِ الغائبينَ ..
الحَيارى ..
ونحنُ الذين استقاموا وقالوا :
سنحتفِلُ اليومَ بالغائبينْ
سنشربُ نَخْبَ السماءِ لِكيلا
يظلَّ هنا ظِلُّنا المُستكينُ
يُرددُ صمتاً
كفاكُمْ ولن يُذْبَحَ الياسمينْ ..
همسة يونس
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: