الأخبار العربية و العالمية

عالم السياسة و الإقتصاد

شئون الأمن و الدفاع

الأراضى العربية المحتلة

المواطن و الشارع العربى

التأمينات والمعاشات والتضامن الإجتماعى

الثقافة ، و الأدب العربى و العالمى

دنيا الفنون و الإعلام

المرأة و الطفل ، و الأسرة و المجتمع

الأزياء و الجمال - الديكور - المطبخ

صحتك بين يديك

دنيا الشباب و الرياضة

التاريخ و السياحة و الآثار

علوم و تكنولوجيا

شخصيات و حوارات

التقارير المصورة

تقارير و دراسات و مؤتمرات

قراءة في قصيدة عـناد ، للشاعر العراقي حسن المعمار - بقلم : رؤى هاشم ..

قراءة في قصيدة عـناد ، للشاعر العراقي حسن المعمار - بقلم : رؤى هاشم ..




الوطن العربى اليومية - القاهرة ..

       حسن المعمار عراقي المنبت ،عربي الدم والعرق ، حاصل على شهادة في الدراسات العليا (ماجستير) اختصاص فنون جميلة، له كتابات متعددة في النثر والخواطر واللوحات الأدبية، من مواليد بغداد عام 1977م، شارك في الكثير من المهرجانات والندوات الثقافية والأدبية، صاحب لغة نثرية خلاقة مضاءة بنفحات الشعر، دلالاتها مشحونة بالحلم والألوان، وغير المألوف من تشكيل ورسم و المشاعر التي تشاكس الذائقة، وتقودها إلى عالم أرحب أكثر  انطلاقاً ومتعة بدقة وصفها، واستقامة منطقها، وجمال معانيها، فهي تجسم الإحساس بصورة فنية وتضيف له تجليات روحية مدهشة.

    (عناد) عنوان جاذب لذائقة المتلقي مرتبط بمتن النص يمدنا بزاد ثمين للتأمل، ويجول بنا في خيالات المعاني، ويحفز القارئ على إنتظار المزيد فهو مرآة مصغرة للنسيج النصي، يعبر عن المكنون الداخلي للشاعر ومداركه التخيلية، لما يعنيه من أبعاد ودلالات في مستور النص.

    يبدأ الشاعر بصوته هو  بوصف هذا العناد متجاسراً على ذاته الداخلة في معركة حسية بين الطرفين (هو وهي) مليئة بالعنفوان، والسكون، والرهبة، والانشطارات  الروحية التي تخلق صوتاً داخلياً يخاطب الوجدان ويستفز العقل، فنراه يأبى الإنقياد لكل تقاسيم الرغبة في  جدران العلائقية الوجودية القائمة بين ذاته و الأنثى،  ونجده  يقفز بنا إلى دائرة الإنتظار الباردة  على الرغم من النداءات البعيدة التي تستدرج  الآخر وتناجيه  بوضوح لتحقق للقاء الكوني المنتظر بينهما :
 تأبى 
فيأبى 
هذا النزاع الهادر
لاتوقفه حتى قصيدته
كلاهما
يرنو إلى إكتشاف
نفسه في مرآة الآخر
ويلتوي على هذا الإكتشاف

   ومن ثم يمنحنا الشاعر صورة تشكيلية منحوتة تشهق بتساؤل خرم أوصاله يظهر لنا بترابط حسي وجداني ينز بالحيرة يقف على بصيص أرواحنا:
يا إلهـــــــــي 
من ينقش في الطرفين هذا العناد الأبدي؟

        أما هنا نقف أمام لوحة متميزة في وصف الذات والآخر ليبدأ الشاعر بالحديث عنها هي، ثم يعود مرة أخرى للحديث عنه، ثم عنها ثم عنه ، هذا الديالوج بينهما  حاول فيه الشاعر أن يراود الصمت عن نفسه بما تتنازعه من رغبات تظهر بصورة العناد المشترك بينهما فهو الموقظ للمعنى في هذا الصراع الذي يسعى من خلاله لموته المشتهى بأسلوب راقي يذكي شعلة الخيال في أوردة النص ويتماهى مع المتلقي، ويمنحه فسحة تخيل واسعة، ويظهر لنا أن الشاعر إستطاع من خلق هذه المساحة والإنطلاق منها إلى فضاءات المعاني  :

تقاوم شمس نفسها والعالم
فيرقد في ضجر
يلعب بالشباك ذاتها
في صمت عظيم
ومهابة كاسرة 
ترهب البحر
يمارس حراسة الحريق 
ويؤجل فعل الموت
إلى حيث الألفة الخضراء

    ثم ينتقل الشاعر بنا من مشهدية التصور والنداءات إلى مشهدية الحدث في سبيل خلق التفاعل الشعري ، إذ يستعين بلغته الماتعة حد التشظي ليضفي على النص حالة من الترقب الذهني والإنفعال العاطفي، ويعبر بإيحاءات وجدانية متناثرة  عن انسجام النوايا والالتحام الممشوق عبر تموجات وتصدعات جدلية العناد المستعرة  التي عبر عنها بحالة (الجسد) مما يثير في المتلقي لونية حسية تجعل من موسيقى النص تبدو في غاية الطلاوة والإستساغة :

وفي مهب المشاكسة
وحركة هذا وذاك
تخون القصيدة  أسرارها
فتروح وتجيء 
بين طرفي جسر
 من الخضرة  المترنحة

   في هذا المقطع الشعري جنوح نحو الهدوء ومعايشة الذات للذات، فالهوة التي كبرت بينهما أخذت تضعف رويدا رويدا، لأن ذات الشاعر تطاولت على إنكسارات العناد، وهزمت كل التقاسيم التي تثلم رغبة الإلتقاء بالآخر :

وتكسو فراغه
من دون أن يدري
فيتبعها أينما تختفي
ليختفي معها

     أما المقطع الأخير من القصيدة  فيأتي  بشكل جديد  مختلف ومتميز عن البدايات فيه تحريك للروح والجسد معاً يختزل كل المسافات بينهما ويتيح لهما اللقاء الذي يجمعهما  في أفق واحد (قبل الآوان وبعد الآوان، ولكن ليس في الآوان عينه) ورغم مما للفظة (الآوان) من مدلول أكثر اتساعا مما نتخيله فثمة خيط  يجمعهما  يتمثل في القفلة التي جاءت  مفاجئة وقوية وغير متوقعة فهما سيلتقيان قبل الآوان وبعده، وحتى وإن إختلف الآوان ، مما يعني أن الومضة أثمرت تناغم على المستوى اللغوي  والتشيكل الفني، وهذه صورة شاعرية بإمتياز قلبت النمطية المتعارف عليها فالشاعر هنا قام باصطياد(الآوان)، بحيث يصبح على مقاسهما هما فقط كأن للحن اللقاء ارتشاف لايمل، بينما تتلاحق في قلب الشاعر اللانهايات واللاأبعاد التي تتفاوت فيها الرمزية من البساطة إلى العمق.  
ويظهر من جديد 
في ذاكرة الوجود
قبل الآوان 
وبعد الآوان
ولكن ليس في الآوان
عينه
    حسن المعمار ابن الرافدين، سامري البوح،  قلم متمكن من أدوات البناء الشعري والتصوير قادر على منح المفردات المجردة أشكال حسية ومعاني  تمكن المتلقي من التفاعل معها تفاعلاً إيجابياً، وهو ما أعطى شعره مذاقاً خاصا،ً و مكنه من توظيف الرمزية والإيحائية بصورة لافتة، مماجعل الكلمات تنتفض بضربات فرشته الشعرية الباذخة ، وأني خجولة إذا لم أعطه حقه الذي ينوط به فهو هامة شعرية متميزة.


هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك

URL: HTML link code: BB (forum) link code:

فيديو الوطن العربى

عالم الفيديو

إلإجتماعيات و المناسبات

الصفحات الألكترونية و مواقع التواصل الإجتماعى

أقلام و رسائل القراء

أسرة الصحيفة و المنضمون اليها