بدويات سيناء ، بين عراقة التراث وأضواء الحداثة ..
بدويات سيناء ، بين عراقة التراث وأضواء الحداثة ..
الوطن العربى اليومية - القاهرة ، كتبت : ندا عبده ..
ليست الحياة في سيناء كما يتخيلها البعض.. الأمر هنا مختلف" هكذا تحدثت سيدة بدوية تركب عربة يجرها حمار وتسير لمسافات طويلة، حيث تحمل العربة بضعة جراكن مياه وبقايا أخشاب أو بضائع أخري، إذ مازال الحصول على مياه الشرب في مناطق وسط سيناء، أي مركزي نخل والحسنة، من الأمور الصعبة والشاقة، والمرأة عليها دور منزلي هام، فالرجل في عمله، بينما تتولى الزوجة رعاية الأطفال وشئون البيت. وأوضحت السيدة البدوية أن الفتيات يذهبن للتعليم حتى المرحلتين الأوليتين، الابتدائية والإعدادية، والبنت "المتفوقة" تشق طريقها والكل يساعدها، مضيفة: "الشاطرة تغزل برجل حمار" في إشارة للقدرة على صنع أشياء مميزة بأقل الإمكانيات، ولهذا المثل الشعبي دلالته البالغة لدى أهالي سيناء، فالمرأة البدوية تشتهر بمهارتها الفائقة في صنع أجود أنواع المفارش والكليمات اليدوية المصنوعة من الصوف. طبيعة المكان سلوى الهرش قيادية في الحزب الوطني الحاكم بشمال سيناء ومن قبيلة البياضية قالت إن المرأة في البادية لا تزال تعيش عيشة الأهل التقليدية المعروفة إلا أن حياة الحداثة واللجوء إلي وسائل أخري في الحياة باتت تغزو المنطقة، فالبدوية – الآن- تخرج إلي الانتخابات بل وتتصدر أعلى الفائزين، ونسبة التعليم بين الفتيات مرتفعة. هذا في شمال سيناء أما مناطق الوسط فتعاني ارتفاع معدلات التسرب من التعليم، من جانب الفتيات والفتيان على حد سواء، وذلك لظروف تتعلق بالحياة الاجتماعية وبعد المدارس، وقد تم التغلب علي هذا الأمر من خلال توفير سيارات لنقل الطلبة والموظفين إلي المدارس والعكس. وأضافت أن هناك بدويات ما زلن يغزلن الأثواب والكليمات ويحلبن النوق ويجمعن الحطب وهن في منتهي السعادة خاصة في المناطق الجبلية وهناك بدويات اعتلين اكبر المناصب، مشددة على أن البادية ما تزال بحاجة فعلية إلي خدمات ومرافق أكثر، مثل توفير المياه النقية والوحدات الصحية وغيرها من الخدمات الغائبة. صناعة الأثواب وحول مهارة البدويات في نسج الأثواب وغيرها قالت سلوى الهرش إن سيدات البدو يحرصن على أن تدل الألوان المستخدمة في تطريز وصناعة الثوب على الحالة الاجتماعية للمرأة، فالثوب المطرز باللون الأزرق ترتديه السيدة الكبيرة في السن وغير المتزوجة أما السيدة المتزوجة فترتدي الثوب المطرز باللون الأحمر فيما ترتدي الفتاة الصغيرة الأثواب المطرزة بألوان فاتحة، وهذا الأمر عرف وتراث لا يمكن الحياد عنه نهائيا بل إن بعض القبائل تختار ألوان تختلف عن القبائل الاخري أفراح حديثة وعن عادات بدو سيناء فيما يتعلق بالزواج والأعراس، فالأفراح أصبحت تقام على الطرق الحديثة، حيث تعقد في قاعات النوادي، وإن كان البعض مازال يحافظ على عادات الفرح القديم والسامر السيناوي، حيث يتجمع الرجال في صف والسيدات في صف، معتبرة أن الفتاة والمرأة في سيناء تغيرت نحو الأفضل، حيث تنافس للفوز بمقاعد للبرلمان القادم في ظل الكوتة التي منحت لكل محافظة. وأضافت أن هناك عادات ما تزال تحكم البدوية في الصحراء منها كثرة الإنجاب، كما أن البعض يتجاهل توثيق الزواج في ظل شيوع صيغ الزواج القبلي العرفية، والزواج عند البدو يتم بشكل بسيط، فإذا وافق والد الفتاة على الخطبة أخذ عصا خضراء وناولها إلى الخاطب وقال له: "هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى"، فيتناول الخاطب القصلة ويقول قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله، وهذه هي كل أركان الزواج بحضور الأقارب وبالتالي يولد الأبناء بدون أوراق وتحدث مشاكل. الزواج القبلي وعن هذه المشكلة يوجد مشروع لتوثيق الزواج القبلي، لأجل حل مشكلات الكثير من أبناء سيناء الذين لا يحملون بطاقات إثبات شخصية لعدم وجود شهادات ميلاد ببسبب عدم توثيق زواج الآباء والأجداد، كما تم تعميم المشروع على مستوى المحافظة لإنهاء المشاكل العالقة، وما يترتب على ذلك من مشكلات منها صعوبة اصطحاب الزوج زوجته للخارج لعدم وجود مستندات توثيق الزواج. وتتبنى جمعية تنمية المجتمع المحلى بقرية الجورة مركز الشيخ زويد بالتنسيق مع مؤسسة تنمية الأسرة المصرية أول مشروع أهلي تحت عنوان "الحملة الأهلية لمناهضة الزواج القبلي غير الموثق"، وذلك لتوثيق عقود الزواج لكبار السن الذين لم يتمكنوا من إثبات عقود زواجهم خلال السنوات السابقة. المرأة في رفح الحياة في رفح تختلف عن مناطق وسط سيناء، فهي أشبة بالمدنية، والقرى فيها تعتمد علي زراعات الفاكهة والخوخ والتفاح والزيتون، والبدويات منهن من تعمل في المزرعة الخاصة بزوجها أو التي ورثتها عن الأهل والأغلبية يلزمن البيوت، وعلي معبر رفح توجد قلة من البدويات يحترفن بيع التمور والأعشاب، وبعض الفتيات يبعن الألبان قرب المعبر. وكشفت سيدة تبيع التمور علي المعبر أنه تسعي للحصول علي نفقة لأسرتها بعد أن فقدت الزوج، ولديها من البنات والأولاد 7 منهم ولدان يعملان بعد أن حصلا علي الدبلوم، مشيرة إلى أن البيع مهنة تعودت عليها منذ سنوات ومهنة تراها مربحة في حالة فتح المعبر أما في حالة إغلاقه فلا بيع ولا شراء. وأشارت السيدة إلى أنها انتقلت لرفح منذ 15 سنه من وسط سيناء، فالحياة هناك صعبة للغاية، و البدويات يبذلن مجهودات فوق طاقتهن من العمل وطول الانتقال من مكان لأخر، علاوة علي قسوة مهنة الرعي وسط الجبال والصحراء، إذا تخرج البنت في الصباح وتعود قرب مغيب الشمس. بين الرفحين قرب الجدار الحدودي العازل الذي أقامته مصر علي الحدود مع قطاع غزة سألنا سيدة تقف أمام منزلها وتنظر إلي الجانب الأخر من الحدود عما تغير بالنسبة للحياة برفح، فقالت: "زمان كانت السيدات يسلمن علي أقاربهن من السلك ويلقين الهدايا لبعضهن البعض، أما الآن بات الوضع صعبا، أيضا الانتقال بات صعبا بسبب كثرة الأكمنة الأمنية المنتشرة .
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: