الأخبار العربية و العالمية

عالم السياسة و الإقتصاد

شئون الأمن و الدفاع

الأراضى العربية المحتلة

المواطن و الشارع العربى

التأمينات والمعاشات والتضامن الإجتماعى

الثقافة ، و الأدب العربى و العالمى

دنيا الفنون و الإعلام

المرأة و الطفل ، و الأسرة و المجتمع

الأزياء و الجمال - الديكور - المطبخ

صحتك بين يديك

دنيا الشباب و الرياضة

التاريخ و السياحة و الآثار

علوم و تكنولوجيا

شخصيات و حوارات

التقارير المصورة

تقارير و دراسات و مؤتمرات

الشاعر محمود بن الحسين الرملي ( كشاجم ) - بقلم الكاتب العراقى الدكتور : فالح الكيلاني ..

الشاعر محمود بن الحسين الرملي ( كشاجم ) - بقلم الكاتب العراقى الدكتور : فالح الكيلاني ..




الوطن العربى اليومية - القاهرة ..

هو ابو الفتح محمود بن الحسين بن إبراهيم بن السندي الرملي ولقب بـ (كشاجم) وقد اختلفت المصادر العربية في نسبه وقيل انه من اصول فارسية وقيل من اصول هندية حيث قيل له السندي والسند مقاطعة هندية واسعة . واهله كانوا يقيمون في العراق وكان لعائلته اتصال بخدمة الخلفاء والامراء في الدولة العباسية في خلافة المنصور والهادي والمهدي وهارون الرشيد وكان جده سندي بن شاهك يشتغل سجانا عند الرشيد وقيل هو الذي دس السم في طعام الامام الكاظم موسى بن جعفر رضي الله عنه فمات مسموما . وسكنت عائلته بغداد وكان لها شان ومقام اجتماعيا وثقافيا فيه .
القرن الرابع الهجري يمثل الحالة الافضل ( الفترة الذهبية) لما توصلت اليه الامة العربية والاسلامية في تاريخ العلوم والمعارف الاسلامية إذ شهد هذا القرن حركة علمية وأدبية شاملة على ايدي الكثير من العلماء والأدباء والمفكرين الذين كانوا أقطاب مجالس الفقه والتفسير والحديث والمنطق والفلسفة والتاريخ والأدب في الشعر والنثر والنحو واللغة والبلاغة والبيان اذ بلغت به أوج كمالها واتساق معالمها ولعل من أهم الاسباب التي ساعدت على نمو هذه الحركة هو حرية الرأي وتتبع العلاقات الواشجة بين الأمم وتلاقح الثقافات وتمازجها وغيرها من العوامل المؤثرة والمتأثرة التي اتكأت عليها هذه الحركة الثقافية الا أن العامل الأهم في إزدهار هذه الحركة هو أنها اعتمدت الثقافة الاسلامية اساسا في تراثها العظيم ومنهلا نهلت بذرتها منها فكان هذا هو المحور الذي ارتكزت عليه هذه العلوم والمعارف لهذه الحركة التي ازدهرت بتعدد عناصرها وتشكيل سماتها فآتت ثمارها يانعة . وكانت المجالس العلمية في ذلك الوقت تزخر بمختلف العلوم فلم يكن المجلس الواحد يقتصر على علم واحد وانما يشمل اغلبها ويقاس بمقياس مفقيه وعلمائه وادبائه وشعرائه وهذا ما جعل روادها يبدعون في أكثر من مجال علمي .
وقد نشأ محمود بن الحسين في مدينة الرملة من فلسطين فقيل له (الرملي ) . ولما شب واكتمل احب التنقل والترحال فهو يقول في كثرة ترحاله وسفره :
هذا على أنني لا استفيق ولا 
أفيق من رحلةٍ في إثرها رِحلَه
وما على البدر نقص في إضاءته 
أن ليس ينفك من سيرٍ ومن نَقلَه
ويقول ايضا :
متى أراني بمصر جارهم نسبي بها كل غادةٍ خضِره
والنبل مستكمل زيادته مثل دروع الكماة منتثره
تغدو الزواريق فيه مصعدة بنا وطوراً تروح منحدره
وتارة في الفرات طامية أمواجه كالخيال معتكره
حتى كأن العراق تعشقني أو طالبتني يد النوى بِتِره
فقد رحل عن الرملة الى الموصل ودخل عند صاحب الموصل في حلقة من الشعراء بينهم الخالديان. وقيل إن جعفر بن علي بن حمدان أمير الزاب أعطاه ألف دينار على مديحه إياه .
دخل في خدمة الامير ابي الهيجاء عبد الله بن حمدان واشتغل طباخا ثم رئيس طباخين ومنجما الا ان هذا البقاء لم يدم طويلا حيث ارتحل عنه متجها نحو مصر فبقي فيها عدة سنوات عاد بعدها الى الشام فزار الرملة ثم تنقل بين القدس ودمشق وبغداد وحلب حيث استقر به المقام في حلب في بلاط الامير سيف الدولة الحمداني . يقول في مدحه :
أَخِي بَلْ رَئِيْسِي بَلْ أَمِيْرِي وَسَيِّدِي
وَمَنْ لَمْ يَزَلْ لِلْفَضْلِ وَالبِرِّ مَأْمُولاَ
أَغِثْنَا فَإِنَّا قَدْ ظَمِئْنَا وَرَوِّنَا مِنَ
الرَّائِقِ المَطْبُوخِ وَلْيَكُ مَعْسُولاَ
فَنَحْنُ بِحَالٍ لَوْ تَرَانَا لَخِلْتَنَا
لِئَامَاً وَإِنْ كُنَّا كِرَامَاً بَهَالِيْلاَ
سِتَارَتُنَا مَهْجُورَةٌ وَكُؤُوسُنَا
تُعَلَّلُ بِالنَّزْرِ الصُّبَابَةِ تَعْلِيْلاَ
تَرَى مَاءَهَا أَضْعَافَ دَرٍّ رَحِيْقِهَا
فَتَحْسَبُهَا فَوْقَ الأَكُفِّ قَنَادِيْلاَ
وَحَدَّثَنَا السَّقِي لِيَبْقَى شَرَابُهُ
وَقَدْ قِيْلَ فِي السَّاقي المُحَدِّثِ مَا قِيْلاَ
كان كثير الشوق والحنين الى مصر وقد ذكرها كثيرا في شعره ومما قال فيها:
قد كان شوقي إلى مصر يؤرقني 
فاليومَ عدتُ وعادت مصرُ لي دارا
أغدو إلى الجيزة الفيحاء مصطحباً 
طوراً وأزجي إلى شـيراز أطوارا
كان هذا الشاعر في رحلاته الكثيرة يجتمع مع الملوك والامراء والوزراء ويتصل بأرباب العلم والفقه والحديث والأدب فيقرأ عليهم ويسمع منهم كما جرت بينه وبينهم محاضرات ومناظرات ومكاتبات كثيرة دللت على تضلعه في مختلف العلوم وتمكنه وكانت علامة على علوهمته وسلامة نفسه وطيب سريرته ومكارم اخلاقه والترفع عن الوقوف عند أبواب السلاطين والاشغال في أبواب الملوك والولاة فهو يرى الدخول في هذه الأمور من مرديات النفوس وضعفها يقول:
رأيت الرئاسة مقرونة بلبس التكبّر والنخوه
إذا ما تقمصها لابس ترفّع في الجهر والخلوه
ويقعد عن حق أخوانه ويطمع أن يهرعوا نحوه
وينقصهم من جميل الد عاء ويأمل عندهم خطوه
فذلك إن أنا كاتبته فلا يسمع الله لي دعوه
ولستُ بآتٍ له منزلاً ولو أنه يسكن المروه
قيل أنه هو الذي لَقّب نفسه (كشاجم) فعُرف بهذا اللقب في الاوساط الاجتماعية والثقافية وعلل سبب تلقبه هذا بهذا اللقب بأنه مجموع من أوائل اسماء حروف العلوم التي كان يتقنها فالكاف من (كاتب) حيث كان كاتبا ملهما والشين من (شاعر) وهو من فحول الشعراء ، والألف من (أديب) أو (إنشاء) حيث كان اديبا بارعا ومنشئا ناضجا ، والجيم من (جدل) لما له من باع طويل في علم الجدل وقيل من (جواد) حيث كان جوادا كريما ، والميم من (منطق) لتضلعه بعلم المنطق أو من (منجم) حيث كان يشتغل منجما عند ابي الهيجاء عبد الله الحمداني ، وقيل إنه كان يعمل طباخاً عند سيف الدولة الحمداني ، فأضاف إلى لقبه طاءا فصار (طكشاجم) إلا أنه لم يعرف به ولم يشع لثقله لغة بين الناس وقيل كان مغنياً حسن الصوت وقيل كان طبيبا ًحاذقا ايضا . فاجتمعت كل هذه العلوم في شخيته الفذة ويكفيه ان يصف نفسه في شعره فيقول:
لو يحق تناول النجم خلــــــق نلت أعلى النجوم باستحقــــاق
أو ليس اللسان مني أمضــــى من ظبات المهندات الرقــــاق؟
ويدي تحمل الأنامل منهـــــــا قلما ليس دمعه بالراقــــــــــي
وسطور خططتها في كتـــاب مثل غيم السحابة الرقــــــراق
ويعد كشاجم في فحول الشعراء ومتقد ميهم فقيل فيه :
( فقد طبق ذكره الخافقين وأقر له شعراء عصره ومن جاء بعدهم بالمنزلة السامية والقريحة الجيدة والأسلوب الرصين، والديباجة المشرقة، والمعاني البديعة، والعاطفة الصادقة ).
ونلاحظ في شعره معظم فنون الشعر العربي من مدح وفخر وهجاء ورثاء وشكوى وخمريات وغزل إضافة فن وصف الطبيعة وجمالها الذي اشتهر في ذلك الوقت لدى شعراء معاصرين له مثل الصنوبري وغيره يقول في وصف مدينة حلب :
وما متعت جارها بلدة
كما متعت حلب جارها
هي الخلد تجمع ما تشتهي
فزرها فطوبي لمن زارها
ولله فيها شهور الربيع
حين تعطر اسحارها
فما تقع العين الا علي
رياض تصنف انوارها
وكذلك ذكر الأطعمة وأدوات الحضارة، والصيد والطرد. وله ديوان شعر. ومن شعره :
عَجَبِي مِمَّن تَعَالَتْ حَالُهُ 
وكَفَاهُ اللّهُ ذَلاَّتِ الطلَبْ
كيفَ لا يقسمُ شَطْري عُمْرِهِ 
بين حالينِ نعيمٍ وأدَبْ
فإذا ما نَالَ دَهْراً حظّهُ 
فحديثٌ ونشيدٌ وكُتُبْ
مرّةً جِدّاً وأُخرى راحةً 
فإذا مَا غَسَقَ اللَّيلُ انتصَبْ
يَقْتَضِي الدّنْيَا نهاراً حَقّها 
وقَضَى للّهِ ليلاً ما يَجِبْ
تِلكَ أقسامٌ متى يَعْمَلْ بها 
عاملٌ يَسْعَدْ وَيَرشُدْ وَيُصِيبْ
وقيل فيه :
(وإن من يدقق فيما خلف لنا من شعره يجد براعة فائقة في وصف الطبيعة وأزاهيرها وحقولها وأراضيها وسمائها وفصولها وأوقاتها، كما يجد فيه كثيراً من أوصاف مجالي الحياة ومجالس الأنس وجلسات الطعام والشراب).
توفي الشاعر محمود بن الحسين( كشاجم ) سنة\ 330 للهجرة – 940 ميلادية وقيل توفي سنة \350 هجرية وقيل 360 هجرية – 970 ميلادية وهو الاصوب .
اضافة الى شاعريته الفذة كان أديباً وخطيبا ً فصيحاً وبليغا فنثره لا يقل جودة عن شعره وله عدد من الكتب المشهورة، منها:
1-المصايد والمطارد 
2-أدب النديم
3- كتاب الرسائل» جمع فيه ما كتبه من الرسائل الأدبية والإخوانية 
4-خصائص الطرب
5- الطبيخ
توفي الشاعر محمود بن الحسين( كشاجم ) سنة\ 330 للهجرة – 940 ميلادية وقيل توفي سنة \350 هجرية وقيل 360 هجرية – 970 ميلادية وهو الاصوب .
ومن شعره في الغزل هذه الابيات :
أما منكَ شَمٌّ يُستفادُ ولا عَضُّ 
تَعَطَّفْ علينا أيُّها الغُصُنُ الغَضُّ
جَنَاكَ جَنى ً فيهِ شِفَاءٌ وصحَّة ٌ
نحولي بعينٍ ما يُسَامِحهَا غَمْضُ
تركتَ طبيبي حائراً باكياً على
وقَدْ كان يَخْفَى في مَجَسَّتِهِ النَّبْضُ
وأعجبَ منِّي اَنْ أُطيقَ جَوَابَهُ 
غلائلُ نورٍ حَشْوُهَا بَرَدٌ بَضُ 
بَدتْ مَوهناً في درعِة اللونِ تحتَه 
بأحسنَ مُسْوَدٍّ بدا فيه مُبيضُّ 
وَمَاسَتْ كَمْيسِ الخيزرانِ وأَلّقَتْ
أُناسٌ هواهمُ في عهودِهمُ النَّقْضُ
وقد نقضَتْ عَهدَ الصباءِ كأَنَّها
فلا زالتِ النّعمى ولا بَرِحِ البُغْضُ
وقد أكسبتني نعمة ُ اللّهِ بغضَهُمْ
يسابقُ بغضٌ من فؤادٍ لهُ مَضُّ
وكنتُ إذا ما عابَنِي ذُو نباهة ٍ
وحاسا سماءٌ أَنْ يشاكِلها أَرْضُ
أبى لِي مجدي أنْ أُساجِلَ مثلَهُ
وليسَ لهُ بَسْطٌ عليَّ ولا قَبْضُ 
وما لِيَ أَخشَى حاسداً ومُعانداً
بهِ الدهرَ أبكارَ البلاغة ِ أفتَضُّ
نِبَالِي أَقلامي وَسَيْفيَ مِقْوَلِي
ويوضحُ مسودَّ الأَمورِ فَيَبْيضُّ 
يريكَ وجوهَ المكرماتِ ضواحَكاً
وكَمْ دَحَضَ الحقَّ الذي مَالهُ دَحْضُ
وكَمْ خَفَقَ الأَمرَ الذي هو باطلٌ
وَمَنْ جَادَ لَمْ يَدْنَسْ لهُ أَبداً عِرْضُ
وأَكرمْتُ أَعْراضِي بمالي فَصُنْتُهَا
فَوُدُّكَ باقٍ لا يحولُ ولا ينضُو
وَحُمّلتُ اسرارَ الصديقِ أَخِي الصّفا
وهمُّهُمُ فيناً التَّيَقُّظُ لا الغَضُّ 
مُنِينا بِمَنْ نُغْضِي لَهُمْ من عثارهِمْ
وتحلو إذا ما شَابَ وَدَّهُمُ حَمْضُ
وأنتَ امرؤٌ تصفو إذا كدرَ الورى
خؤونٍ فحظِّي من مودَّتِكَ الخَفْضُ .

هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك

URL: HTML link code: BB (forum) link code:

فيديو الوطن العربى

عالم الفيديو

إلإجتماعيات و المناسبات

الصفحات الألكترونية و مواقع التواصل الإجتماعى

أقلام و رسائل القراء

أسرة الصحيفة و المنضمون اليها