ملامح من الفن المصري ..
ملامح من الفن المصري ..
الوطن العربى اليومية - القاهرة
منذ اكثر من خمسة الاف عام ولدت في وادي النيل واحدة من اكبر حضارات العالم القديم كانت في الاساس حضارة زراعية تخضع لنزوات الفيضان الذي كان يجلب كل عام طميا خصبا اسود اعتمد عليه رخاء البلد كان للسكان المتمركزين في هذه الواحة الطويلة علاقات قليلهة بالشعوب المجاوره بسبب الصحروات الشاسعة التي كانت تفصل مصر عن جيرانها تلك الصحراوات المحتوية على كميات وفيرة من الخامات الضروريه اللازمة لفنون معماريه وتماثيل قادرة على البقاء . حجر جيري نقي حجر رملي من جبل السلسلة رخام معرق من حطنوب وجرانيت وردي من اسوان .
في ارض التناقضات تلك حيث تتجاور القرى المليئة بالسكان مع الجبانات وحيث الغطاء النباتي الكثيف الذي يترك مكانه فجأة للرمال والصخور في تلك الارض ظهر وتطور فن اصيل وفاتن ستستمر افضل اعماله في تحدي القرون لا شك في ان الامتدادات المسحوقة تحت اضاءة لاتعرف الرحمة اوحت الى المعماريين الاوائل بعض العلامات المميزة للفن المصري مثل تفضيل الخطوط الافقية والاشكال المجردة ومثل الميل الى الضخامة وسيجد هؤلاء المعماريين في نباتات النيل مثل اشجارالنخيل واللوتس والبردي مصدرا للايحاءالمتجدد بلا توقف .
كان البلد في وقت مبكر جدا حوالي سنة 3100قبل الميلاد قد تم توحيده تحت سلطة ملك نسميه فرعون وهي كلمة مأخوذة من الشكل الهيليني للكلمة المصرية (برعا)اي (القصر) وهو حاكم لا ينازع ابن الهة ووسيط بينها وبين البشر هذا الفرعون سيعطي للفن المصري ابعاده الهائلة الحجم وهو فقط الذي يمكنه ان يوحد الاف العمال في اماكن العمل او يرسل الحملات الى المحاجر البعيده او ان يسخر السفن التي يرسلها الى مسافة مئات الكيلومترات لتعود حامله كتل الجرانيت اللازمة لاقامة المعابد والمقابر
هذا الفن المصري الذي كان موجها الى الالهة والى الموتى كان فنا سحريا مؤثرا فهو لم يكن فنا لارضاء الذوق الجمالي فقد كانت مساكن البشر من المنازل البسيطة الى القصور الملكية تبنى بالبوص والخشب والطوب النيئ أما لبناء وتجميل المعابد المقدسة ومساكن الازل من المقابر والاهرمات فقد استعمل الحجر والمعادن الثمينة مهي المواد غيرالقابلة للفناء .
لم يكن الحفر البارز او الغائر وكذلك لم تكن الالوان التي تكمل العمل الفني مجرد ديكورات بسيطة ولكنها كانت تخليدا لمناظر العبادة التي كان مقصودا بها استمالة الالهة تلك الالهة التي يتوقف على رضها اتزان العالم كانت تلك الديكورات ايضا تحت امر المتوفى كل ما سيكون ضروريا له في العالم الاخر كذلك كانت التماثيل اجسادا بديلة تستقبل القوة الحيوية للاله او المتوفى وتتكبد معاناة طقوس وشعائرالاعادةالى الحياة .
ومما لاشك فيه ان الفن المصري كانت تحكمة قوانين نابعة من الدين فخطة بناء قدس اقداس مثلا او الخامات المستعمله في البناء لم يكن يترك لوحي الفنان وبنفس الطريقة فان الشكل الذي يقدم به الجسم البشري كان يخضع لمعايير دقيقة من الاوضاع التي يتخذها هذا الجسم من تعبيرات الوجه الى اختيارالالوان كل هذا كان نتيجة للاعراف السائدة التي تم اعتناقها منذ الاسرات الاولى وهذا هو مايمكن ان يفسر دوام طراز مصري واحد كان يمكن بسهولة لاي شخص ان يتعرف عليه .
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: