الأخبار العربية و العالمية

عالم السياسة و الإقتصاد

شئون الأمن و الدفاع

الأراضى العربية المحتلة

المواطن و الشارع العربى

التأمينات والمعاشات والتضامن الإجتماعى

الثقافة ، و الأدب العربى و العالمى

دنيا الفنون و الإعلام

المرأة و الطفل ، و الأسرة و المجتمع

الأزياء و الجمال - الديكور - المطبخ

صحتك بين يديك

دنيا الشباب و الرياضة

التاريخ و السياحة و الآثار

علوم و تكنولوجيا

شخصيات و حوارات

التقارير المصورة

تقارير و دراسات و مؤتمرات

الأديب الأستاذ عبدالقادر بنعثمان ، يكتب : كيف تكون مالكا جديدا ؟ ..

الأديب الأستاذ عبدالقادر بنعثمان ، يكتب : كيف تكون مالكا جديدا ؟ ..


الوطن العربى اليومية - القاهرة..

قد يمثل عدم الاستقرار في حياتنا وكثرة تقلبات الحياة مصدر إزعاج وقلق لنا ، ولكننا عندما نتأمل في الامر قليلا نجد أننا كنّا مخطئين واننا إذا اردنا أن نطيل أعمارنا ونسعد في حياتنا فعلينا بعدم الركون إلى الاستقرار الذي يقتل فينا الحياة ويجعلها فقيرة ساكنة سطحية بلاروح ولامعنى ..فلاتعتنوا كثيرا ببناء المنازل والزاوج المبكر وإنجاب الاطفال والنجاح المهني و السكون إلى الاستقرارفقد يعجل ذلك بالشيخوخة والملل فاكتشوا بعض اسرار الحركة في المكان والزمان في هذا الكنز المتاح لمن تسلح بعزيمة ان يكون هو ّالخلق كلّه" فهل هناك منكم من لايرغب في ان يجدد حياته ويؤجل الشيخوخة بل وان يقضي عليها وان يطرد الملل ويكون هو الخلق كله ..إن فعل الحياة  فعل جميل وعظيم يتحقق في الاوهام وليس في الاعيان وكل ماظهر لنا من منجزات بشرية عظيمة ليس إلا جزءا صغيرا من الممكن البشري الذي يشكل نقطة صغيرة في اللامنتهى ويستحيل على من اكتمل في انسانيته ان يرضى بغير طلب تحقيق المنتهى من الوجود الذي يكون مستحيلا في الاعيان وممكنا في الأوهام باستعادة نسبة الانا البشري إلى الجنس الكلّي فيصبح كل ما انجزه الانسان في كلّيته هو انجازك انت ايها المفرد المكتمل في إنسانيتك فما فعله إنسان ما في اي بقعة من بقاع الارض هو فعلك انت فلماذا ترضى بالتفريط في ملكياتك لمنجزاتك الكلية ايها الانسان...إن السعادة الناشئة على الاكتفاء بمنجزاتنا المفردة وما حققناه في الوجود كأفراد ليس إلا غباء بشري كبير ناتج عن تمثلات عقلية محدودة لمفاهيم الوجود والفعل والملكية ..لذلك ندعو إلى توسيع دائرة فهمنا لهذه المفاهيم وقلب مايتفرع عنها من المفاهيم الثانوية راسا على عقب من خلال التدرب على السعادة كفنّ يتحقق بالانتماء إلى الكل البشري..فمثلا انا امشي في شارع الحبيب بورقيبة حيث تعانق بعض البناءات السماء هذه البناءات لها مالك على الورق معلوم ...كذلك ان اتجول في المنازه والمنارات في مدن قد لاتهتم لحالي ولاتشعر بك اصلا كما قد لايشعر بي اهلها تماما..من الناحية البديهية والشكلية ووفق مفهوم الملكية المتداول انت لاعلاقة لك بهذه المنجزات لكنها وفق من ندعو إليه من مفاهيم جديدة فانت المالك الفعلي لها  لان الملكية الفعلية عندنا تتم بالتصور والاستمتاع وليس بالوثائق والبناء ..فلو كان الذي يملك المباني هو الذي بناها لكان اجدر بملكية المباني من بناها فعليا بمجهوده الجسدي والعضلي من البنائين والعملة وليس من يصرف اوراقا مالية تأخذ قيمتها من التداول البنكي .وهو ما يعني ان المالك هو شخص يستولي على مجهود اشخاص آخرين وينسبها إلى نفسه باستعمال الرمز والمجاز وعلى هذا الاساس يمكن حين نستخدم نفس أليات الرمز أن نوسّع في الاستيلاء على مجهود ّالحاضر في الكون بالجسد وليس بالرمز" وذلك بتنمية التصرف في الرمز وإضافة خانة ثالثة يشغلها مالك جديد يسنحق الملكية حيث يوجد البناء في الخانة الاولى ثم ياتي المالك المتصرف في الخانة الثانية وحين نرتفع قليلا في التجريد سنجد خانة ثالثة هي خانة المالك المستمتع وهو مالك ارقى في الانسانية من غيره من خلال استحضاره الدائم لارتباطه بالكل البشري فما بناه اي بشر على وجه البسيطة هو ملك لي باعتبار ان المفهوم الحقيقي للملكية هو تصرف وتصور واستمتاع والتصرف جزء يرتبط بالحضور الجسدي في المكان وهذا امر قد يجعل الملكية تعود لصاحبها المباشر اما التصور والاستمتاع فهو يرتقي بها إلى مرتبة الوجود الكلي الذي ينتزع من الموجودات صورها ويعود بها إلى عائلتها العقلية والفكرية الاصلية مما ينتج عنه شعور جميل وعميق  بالملكية ليس للموجودات المادية فحسب بل ايضا للموجودات البشرية اي ملكية للعقار وللمالك المتصرف بالجسد في العقار مما يجعل ذلك المالك ليس سوى إمتداد للانا المتحققة في وجودها الانساني الكلّي عبرك انت ايها المفرد المكتمل في انسانيتك ...وقد ننتقل من هذا المثال إلى مثال في المكتوب حيث قد تجد شاعرا او كاتبا عميقا كبيرا يعجبك نصه بما يجعلك تستغني بالقراءة عن الكتابة مثله ولكن منازع الانسانية فيك قد تطلب الاعلى منه فما الذي أنت فاعل إذا شعرت باكتمال الانسانية فيك وطلبت الاعلى ؟.هنا لابد من الاستنجاد بمفهوم الملكية بالتصور والاستمتاع لتخرج من دور القراءة /الاستهلاك إلى دور القراءة /الانتاج وهكذا فإن نصا ما كتبه بارط مثلا او دي سوسير أو باختين او امبرتو إيكو او رمبو أو بودلير او سارتر وهلم جرا هو نصك بامتياز وليس كاتبه وفق المفهوم الجديد للملكية سوى جزء من منك ايها الانسان المكتمل في إنسانيتك ..لذلك لابد من الانطلاق الجدي في خلخلة هذه المفاهيم وقلبها راسا على عقب بطلب التجدد في المكان والزمان والقطع مع عقلية الاستقرار والثبات كحطوة أولى للتدرب على فنّ السعادة وفنّ تحقق الملكية الجديدة التي ستكون مدخلا لان تكون انت الخلق كله ...
-----------------------
كاتب المقال : أديب قاص تونسى ثورى له العديد من الأعمال الأدبية البارزة .


هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك

URL: HTML link code: BB (forum) link code:

فيديو الوطن العربى

عالم الفيديو

إلإجتماعيات و المناسبات

الصفحات الألكترونية و مواقع التواصل الإجتماعى

أقلام و رسائل القراء

أسرة الصحيفة و المنضمون اليها